في بداية كل رحلة علاجية، يجلس العميل أمامي مترددًا، أحيانًا مرتبكًا، وفي أحيان أخرى مليئًا بالأسئلة:
هل سيفهمني أحد؟
هل العلاج النفسي يناسبني؟
هل سأتغير فعلًا؟
وهنا تبدأ الرحلة.
الخطوة الأولى: الاعتراف بالحاجة للمساعدة
الاعتراف بوجود معاناة نفسية لا يعني الضعف، بل هو أول بوابة للقوة.
العديد من العملاء يمرون بتجارب صعبة، ويؤجلون طلب الدعم لأشهر أو سنوات، خوفًا من الوصمة أو شعورًا بالعار.
لكن الحقيقة؟
طلب المساعدة هو أول خطوات التعافي.
العلاقة العلاجية: أساس الأمان
العلاقة بين الأخصائي النفسي والعميل ليست مجرد جلسات، بل هي مساحة آمنة يشعر فيها العميل أنه:
-
مسموع
-
مقبول
-
غير مُدان
نعمل سويًا على بناء هذه العلاقة من أول لقاء، لأنها تُعد حجر الأساس لأي تقدم نفسي.
رحلة التغيير تمر بمراحل
التغيير لا يحدث دفعة واحدة، بل يمر بمراحل طبيعية ومترابطة، منها:
-
الوعي بالمشكلة:
نساعد العميل على تسمية مشاعره وفهم أنماط تفكيره. -
الاستعداد للتغيير:
ندعم رغبته في التغيير من خلال التحفيز والتمكين. -
التطبيق العملي:
نستخدم تقنيات مستندة إلى العلاج المعرفي السلوكي (CBT) مثل:-
إعادة الهيكلة المعرفية لتصحيح الأفكار السلبية
-
تمارين التعرض التدريجي في حالات القلق
-
التنفس العميق وتمارين الاسترخاء لإدارة التوتر
-
-
الاستمرارية:
نضع خطة للوقاية من الانتكاسة، ونراجع النجاحات الصغيرة التي حدثت.
الانتكاسة ليست فشلًا
كثير من العملاء يشعرون بالإحباط عندما يعودون لسلوك أو شعور سابق،
لكننا نوضح لهم دائمًا أن الانتكاسة جزء طبيعي من عملية الشفاء، وليست علامة على الفشل، بل فرصة لفهم الذات بشكل أعمق.
دور الأخصائي النفسي في هذه الرحلة
كأخصائية نفسية، أحرص على استخدام أدوات وتقنيات علاجية محدثة ومبنية على الأدلة العلمية، مع الأخذ بعين الاعتبار خلفية العميل واحتياجاته.
التوازن بين الاحترافية والاحتواء الإنساني هو ما يصنع الفارق في علاقتي بكل عميل.
ختامًا
الرحلة النفسية قد تبدأ بتردد، لكنها تنتهي غالبًا بوضوح، وراحة، واستبصار جديد بالحياة.
وفي مركز وعد، نؤمن أن كل شخص يستحق فرصة ليعيش بصحة نفسية متوازنة، ونحن هنا لنمشي معه هذه الخطوة بكل احترام وثقة.


