انواع الادمان السلوكي متعددة وكثيرة حيث أصبحت من الموضوعات التي تستحق الكثير من الوعي والاهتمام لأنها قد تتسلل إلى حياة الإنسان دون أن يدرك خطورتها أو تأثيرها العميق على صحته النفسية والاجتماعية وأيضاً العضوية.
لذلك في هذا المقال سنتعرف على ما هو الادمان السلوكي والأسباب التي تدفع الفرد للقيام ببعض السلوكيات الخاطئة، كما سنسلط الضوء على أبرز أعراض الإدمان السلوكي التي يجب الانتباه إليها مبكرًا، مع استعراض تفصيلي لأشهر انواع الادمان السلوكي المنتشرة في العصر الحديث مثل إدمان الإنترنت، الألعاب الإلكترونية، التسوق وغيرها.
ولأن الوقاية والعلاج عنصران لا ينفصلان سنتناول أيضًا كيفية التخلص من الإدمان السلوكي وأفضل الطرق التي يمكن اتباعها داخل المنزل لتحقيق نتائج فعّالة وآمنة، كما سنوضح البرامج العلاجية التي توفرها مركز وعد افضل مركز علاج الادمان في جدة تحت إشراف نخبة من الاستشاريين والأخصائيين النفسيين لمساعدة كل من يسعى لحياة متوازنة خالية من قيود الإدمان.
الإدمان السلوكي: ما هو وأنواعه وأسبابه وطرق العلاج مع أفضل مركز متخصص
الإدمان السلوكي يعد من أخطر أنواع الإدمان التي قد يواجهها الإنسان في حياته دون أن يدرك تأثيره المدمر، فهو لا يرتبط بتعاطي المواد المخدرة أو الكحول كما هو شائع، بل يقوم على تعلق الفرد بسلوكيات خاطئة أو عادة يومية يمارسها بشكل مفرط تمنحه الشعور الزائف بالراحة أو الهروب من الضغوط، حيث يقوم الدماغ بإطلاق المواد الكيميائية مثل مادة السيروتونين ومادة الدوبامين التي تعطي الفرد الشعور بالسعادة وفي حال إدمان بعض السلوكيات يبدأ الدماغ بإفراز كميات كبيرة من تلك المواد وهنا تكمن خطورة تلك السلوكيات إلى تحولها مع الوقت إلى إدمان يؤثر بشكل مباشر على الصحة النفسية والاجتماعية.
وفي هذا المقال سنتعرف على انواع الادمان السلوكي الأكثر شيوعًا في مجتمعاتنا اليوم، ونتعمّق في معرفة الأسباب والأعراض وطرق الوقاية والعلاج، كما سنناقش كيف يمكن مواجهة هذا النمط من الإدمان داخل المنزل بدعم الأسرة والتوجيه الصحيح.
ولأن مواجهة الإدمان السلوكي تتطلب خبرة ودعم متخصص، يقدم مركز وعد افضل مراكز علاج الادمان في جدة برامج علاجية متكاملة لجميع انواع الإدمان السلوكي بإشراف نخبة من الأخصائيين النفسيين لتوفير بيئة آمنة تعيد للفرد توازنه النفسي والاجتماعي وتساعده على استعادة حياته الطبيعية من جديد.
ما هو الادمان السلوكي
يُعرّف الإدمان السلوكي (Behavioral Addiction) أو ما يُطلق عليه أيضًا إدمان العمليات، بأنه أحد أشكال الإدمان الذي لا يتعلّق بتعاطي مادة معيّنة، وإنما يرتبط بالقيام بسلوك معين بشكل قهري ومتكرر، ومن أبرز انواع الادمان السلوكي: إدمان الألعاب الإلكترونية، وإدمان الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، وإدمان التسوق، وإدمان المقامرة، وإدمان العمل، وحتى إدمان الأكل أو ممارسة الرياضة بشكل مفرط.
حيث يجد الفرد عند ممارسة تلك السلوكيات الشعور بالمتعة أو حالة من النشوة المؤقتة وعلى الرغم أن العديد من الأشخاص يمارسون هذه الأنشطة بصورة طبيعية، فإن البعض قد ينزلق إلى مرحلة الإدمان، حيث يستمر في ممارستها رغم إدراكه لتأثيراتها السلبية على حياته الاجتماعية والمهنية، كما يحدث في حالات الإدمان على المواد المخدّرة.
أسباب الإدمان السلوكي
قبل التعرف انواع الادمان السلوكي تنبع خطورة الإدمان السلوكي من كونه ينشأ ويتطور تدريجيًا وبشكل غير ملحوظ، بفعل تفاعل معقّد يجمع بين العوامل النفسية، والبيولوجية، والاجتماعية فهو لا يعود إلى سبب واحد محدد بل يرتبط بعدة عوامل متنوعة تفسّر انواع الإدمان السلوكي المختلفة التي قد يعاني منها الأفراد.
من خلال دراسة أسباب الإدمان السلوكي بعمق يمكن تطوير استراتيجيات فعّالة للوقاية والعلاج ومساعدة كل من يعاني من هذه الأنواع، وتشمل أسباب الإدمان السلوكي ما يلي:
- عوامل البيولوجية والجينية
- الاستعداد الوراثي: وجود أحد أفراد العائلة مصاب بإدمان (مركبات أو سلوك) يزيد من احتمال تطوّر الإدمان السلوكي لدى الفرد.
- اختلال كيمياء الدماغ: خلل في نظام المكافآت الدماغي (دوبامين) يؤدي إلى السعي المتكرر عن النشوة عبر السلوكيات الإدمانية.
٢. العوامل النفسية
- الصدمة النفسية وتاريخ الطفولة المؤلم: مثل سوء المعاملة، الإهمال أو التعرض للصدمات، تدفع الأفراد أحيانًا للبحث عن السلوك كوسيلة للهروب أو التخفيف من الضغط النفسي .
- اضطرابات عقلية مصاحبة: مثل الاكتئاب، القلق، اضطراب ثنائي القطب، واضطراب ما بعد الصدمة، قد تؤهل الأفراد لتبني سلوكيات إدمانية كنوع من التكيف مع الألم أو الضغط النفسي، مما يؤدي إلى ظهور انواع الادمان السلوكي المختلفة مثل إدمان الإنترنت أو التسوق أو الألعاب، والتي تمثل محاولة غير واعية للهروب من المعاناة النفسية.
٣. العوامل البيئية والاجتماعية
- الضغوط اليومية: الضغط من العمل أو الدراسة، التوتر المالي، المشاكل الأسرية أو الاجتماعية، كلها عوامل تشجع الشخص على التوجه لسلوكيات إدمانية كمهرب مؤقت .
- التأثير الاجتماعي والنموذج الأسري: نشأة الطفل في بيئة يمارس فيها أحد الوالدين سلوكًا مفرطًا (مثل القمار أو التسوق)، تؤثر على مستوى احتمال تقليده وتطوّر إدمان لدى الطفل لاحقًا
٤. عوامل سلوكية وسمات شخصية
- الإفراط المتكرر: تكرار السلوك (مثل تصفح الإنترنت أو الألعاب أو التسوق) يؤدي مع الوقت إلى التعود وتطوير حالة إدمانية
- سمات مثل الاندفاعية وسعي الإثارة: الشخصية المندفعة أو الباحثة عن الإثارة تكون أكثر عرضة لتبني سلوكيات إدمانية
٥. آلية دورية الإدمان (كلَكية الدماغ والمكافأة)
النشاط الإدماني يؤدي إلى تنشيط مراكز المكافأة في الدماغ، إفراز الدوبامين أو الهرمونات المشابهة، مما يخلق رغبة متزايدة وتسامح (Tolerance)، وبالتالي تكرار ومتتالي من السلوك.
أعراض الإدمان السلوكي
تُظهر حالات الإدمان السلوكي مجموعة من العلامات الواضحة التي تساعد في التعرف على الإصابة به في مراحله المختلفة، ومن أبرز أعراض الإدمان السلوكي ما يلي:
- سيطرة السلوك على التفكير اليومي، ليصبح محور اهتمام الفرد الرئيسي ويطغى على باقي جوانب حياته.
- الاعتماد النفسي والعاطفي على السلوك الإدماني كوسيلة للهروب من التوتر أو الحزن أو الضغوط.
- الحاجة إلى زيادة مدة أو تكرار السلوك للحصول على نفس الإحساس بالراحة أو النشوة، وهو ما يشبه “التحمل” في إدمان المواد.
- محاولات فاشلة للتقليل أو التوقف عن السلوك بسبب الشعور بالضيق أو القلق عند الانقطاع عنه (أعراض انسحابية).
- الإنكار أو التقليل من المشكلة، حيث يرفض الشخص الاعتراف بتأثير الإدمان السلبي على حياته العملية أو الاجتماعية أو العاطفية.
انواع الادمان السلوكي
تتعدد انواع الادمان السلوكي وفقًا لطبيعة السلوك الذي يعتاد عليه الفرد بشكل قهري ومتكرر، ومن أبرز هذه الأنواع ما يلي:
- إدمان التسوّق: يميل الشخص إلى شراء أشياء كثيرة دون حاجة حقيقية، مما يؤدي إلى تراكم الديون، والتأثير على ميزانية الأسرة، وحدوث خلافات اجتماعية وعائلية.
- إدمان الشوكولاتة: يُظهر البعض رغبة ملحّة في تناول الشوكولاتة بشكل مفرط، ويرتبط ذلك بقدرتها على رفع مستويات السكر والدهون، مما يحرّك نظام المكافأة في الدماغ ويحفز إفراز الدوبامين، ما يخلق شعورًا بالمتعة ويزيد من التعلّق بها.
- إدمان النوم: من بين انواع الادمان السلوكي إدمان النوم حيث يُفرط البعض في النوم لساعات طويلة تتجاوز الحاجة الفسيولوجية، مما يؤثر سلبًا على الإنتاجية اليومية ويؤدي إلى الكسل والتقصير في أداء الأعمال والأنشطة المعتادة.
- إدمان السهر: يبقى الشخص مستيقظًا حتى ساعات متأخرة من الليل بغير سبب واضح، ما يؤدي إلى اضطراب النوم، وفقدان الطاقة، والتأثير على الصحة العقلية والبدنية.
- إدمان الحلويات: يتناول الشخص كميات كبيرة من السكريات بشكل يومي رغم علمه بأضرارها الصحية مثل السمنة، تسوّس الأسنان، واضطراب مستويات السكر في الدم.
- إدمان المغامرات الخطيرة: من بين انواع الادمان السلوكي يظهر إدمان المخاطرة، حيث يبحث الشخص بشكل متكرر عن المواقف التي تعرّضه للخطر، مثل تسلّق المرتفعات أو قيادة السيارات بسرعة مفرطة، رغبةً في الإثارة أو كسر الروتين، مما قد يعرّضه لإصابات أو مخاطر جسيمة.
- إدمان السفر: يشعر البعض بالحاجة الدائمة للتنقّل من مكان إلى آخر دون دافع منطقي أو ضرورة حقيقية، وهو ما قد يشير إلى هروب داخلي من الواقع أو رغبة مستمرة في التغيير المؤقت.
- إدمان مشاهدة المواد الإباحية: يتحوّل الأمر من مشاهدة عرضية إلى سلوك يومي متكرر يصعب الاستغناء عنه، وغالبًا ما يؤدي إلى مشكلات في التركيز، والتراجع في الأداء الأكاديمي أو المهني، وتأثيرات على العلاقات الحميمة الطبيعية.
- إدمان العادة السرية: يُعد هذا السلوك من انواع الادمان السلوكي، حيث يُمارسه الشخص بشكل مفرط يفوق المعدّل الطبيعي، مما ينعكس سلبًا على صحته النفسية والبدنية، وقد يؤدي إلى مشاعر الذنب، والإرهاق، وفقدان التوازن العاطفي.
- إدمان ألعاب الفيديو: يقضي اللاعب ساعات طويلة أمام الشاشات، وينعكس ذلك على صحته الجسدية والنفسية، حيث يتجاهل مسؤولياته الدراسية أو الاجتماعية بسبب انغماسه في اللعبة.
- إدمان المشروبات الغازية: تُصبح هذه المشروبات جزءًا لا يتجزأ من الروتين اليومي، وقد تصل إلى استهلاك مفرط يتسبب في مشاكل هضمية وأضرار على صحة العظام والأسنان.
- إدمان الإنترنت: أصبح من الإدمانات الأكثر شيوعًا في عصرنا، حيث يقضي الفرد ساعات طويلة على الإنترنت دون وعي بالوقت، مما يؤثر على العلاقات الاجتماعية والنوم والتركيز.
- إدمان القمار: من إحدى أنواع الادمان السلوكي يقوم الشخص بالمراهنة المتكررة بحثًا عن الربح السريع، وغالبًا ما يخسر مبالغ كبيرة دون أن يتوقف، مما يؤدي إلى مشاكل مالية واضطرابات أسرية.
تعرف أيضا: ماهي انواع الادمان
كيفية التخلص من الادمان السلوكي
عندما يبدأ الشخص رحلة التعافي من الإدمان السلوكي، فإن أول خطوة يقوم بها الطبيب هي وضع خطة علاجية مصمّمة خصيصًا لحالته، هذه الخطة تعتمد على عدّة عناصر، منها نوع السلوك الإدماني، ما إذا كان الشخص يُعاني من مشاكل صحية أو نفسية أخرى، وأيضًا الظروف المحيطة به ومدى رغبته في العلاج، وقد تتنوّع الخيارات العلاجية بين أكثر من أسلوب، لضمان فعالية أكبر واستجابة أسرع، أهمها :-
العلاج السلوكي المعرفي
يُعتبر العلاج السلوكي المعرفي (Cognitive Behavioral Therapy – CBT) أحد أنجح أنواع العلاجات النفسية المستخدمة في معالجة الإدمان السلوكي، يهدف هذا الأسلوب العلاجي إلى تمكين الفرد من فهم العلاقة المتبادلة بين أفكاره ومشاعره وسلوكياته، بحيث يُمكنه التعرّف على المعتقدات الخاطئة التي تدفعه إلى ممارسة سلوكيات مؤذية، ومن ثم استبدالها بأنماط فكرية وسلوكية أكثر توازنًا وصحة، كما يتضمّن العلاج تطوير مهارات التعامل مع التوتر، وحل المشكلات بطريقة بنّاءة، ومن أهم هذه التقنيات مواجهة الخوف، رؤية الأشياء من منظور مختلف، تدوين الأفكار يوميا.
العلاج الجماعي
يُعد العلاج الجماعي أحد الأساليب الفعّالة في علاج الإدمان السلوكي، حيث يجتمع الأفراد الذين يعانون من مشكلات مشابهة في بيئة داعمة وآمنة، من خلال هذا النوع من العلاج، يتمكّن المشاركون من تبادل التجارب، وتعلّم استراتيجيات جديدة من الآخرين، مما يُعزز الشعور بالانتماء ويقلل من العزلة،كما يوفّر فرصة لاكتساب مهارات حياتية تساعد على تعديل السلوكيات اليومية والتخلّص من الأنماط الإدمانية.
أفضل مراكز علاج ادمان المخدرات بجدة
بعد أن تم التعرف على انواع الادمان السلوكي وترغب في البحث عن أفضل مركز علاج الإدمان فيُعد مركز وعد من أبرز المراكز المتخصصة في جدة، لما يقدمه من تكامل بين الرعاية الطبية الحديثة والدعم النفسي العميق، ضمن بيئة تحافظ على سرية وكرامة المتعافي، يتميز المركز بتوفير خطة علاج متكاملة تراعي احتياجات كل فرد، من لحظة الدخول وحتى تحقيق التعافي التام.
فلسفة مركز وعد تركز على الإنسان بكل أبعاده، فلا يتوقف العلاج عند إزالة السموم فقط، بل يشمل التأهيل السلوكي، والدعم النفسي والاجتماعي، لبناء حياة جديدة متوازنة خالية من الإدمان، لذلك أصبح وجهة مثالية لكل من يسعى إلى بداية حقيقية للتغيير.


